سورة الأعراف - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأعراف)


        


{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)} [الأعراف: 7/ 57- 58].
هذه آية اعتبار واستدلال على وجود البعث، وفهم الدليل بسيط جدّا، فإن اللّه تعالى كما أنه يحيي الأرض وينبتها نباتا حسنا بالمطر فإنه قادر على إعادة الموتى أحياء يوم القيامة، كإحياء الأرض بعد موتها، علما بأن الرياح حيث وقعت في القرآن فهي مقترنة بالرحمة، وأما الريح بمقترنة بالعذاب.
جاء في الحديث: «أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا هبّت الريح يقول فيما رواه الإمام الشافعي: اللّهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا».
وعملية إنزال المطر تكون بإرسال الرياح لسوق السحب الثقيلة المشحونة بالرطوبة وبخار الماء، إلى مواضع نزول الغيث، فينزله اللّه تعالى في المكان القفر، والبلد الميت الذي لا نبات فيه، فترتوي الأرض، فيخرج اللّه بالمطر أنواع النبات والثمار من الأرض، على اختلاف ألوانها وأشكالها، وطعومها وروائحها، وهذا دليل حسّي واضح يدل على قدرة اللّه وتمام رحمته، كما قال اللّه تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33)} [يس: 36/ 33].
وتنوّع الناتج من الأرض بالرغم من كون التربة واحدة والماء واحدا دليل حسّي آخر على عظمة القدرة الإلهية، كما قال اللّه سبحانه: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)} [الرّعد: 13/ 4].
وإحياء الأرض بعد موتها بالنباتات يحدث بقدرة اللّه الخالق، فكذلك إعادة الحياة إلى الأجساد يكون بقدرة اللّه أيضا: {كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} أي مثل هذا الإخراج لأنواع النبات من الأرض الميتة الجدبة بالماء، نخرج الموتى ونبعثهم، فالله على كل شيء قدير، يخرج الحيّ من الميت، ويخرج الميت من الحيّ، وقد بيّنا هذا الشّبه لكم أيها العباد لتتذكروا وتتّعظوا، فتؤمنوا بالبعث أو اليوم الآخر.
ولكن استعداد الناس للإيمان بالبعث مختلف باختلاف الطبائع والنفوس كالأرض تماما، منها الطّيب المنبت، ومنها السّبخة أو الملحة غير الصالحة للنبات.
والأرض الطيبة التربة يخرج نباتها سريعا حسنا، والأرض الخبيثة التربة كالسبخة ونحوها، لا يخرج نباتها القليل إلا بعسر وصعوبة.
وهكذا الناس مثل الأرض، منهم المستعدّ للإيمان، القويم الفطرة، السليم الفهم والإدراك، فيبادر إلى الإيمان بالبعث، كالأرض الطيبة المعدن والبلد الطيب الأصل، ومنهم من ينكر البعث بعد وجود أماراته وتوافر دلائله كالأرض الخبيثة التي لا تنبت بسبب الملوحة أو الأحجار أو الأشواك ونحوها، وبمثل هذه المقارنة وبيان الأشباه والأمثال، والتصريف البديع، يصرف اللّه الآيات ويردّدها ويبيّنها لقوم يشكرون نعمة اللّه، وهم المؤمنون المفكّرون فيها، المعتبرون بها من غير صعوبة في الفهم أو عسر في الإدراك.
رسالة نوح عليه السّلام لقومه:
كان رسل اللّه الكرام المثل الأعلى لحبّ الإنسانيّة والإنسان، فكان كل رسول يدعو قومه إلى سلوك طرق الهداية والسعادة بتوحيد اللّه واتّباع شرعه، لإنقاذهم من الضّلالة إلى الهدى، ومن الانحراف إلى الاستقامة، ومع ذلك كان القوم يقابلون الإحسان بالإساءة، والمعروف بالإعراض والإنكار، والجحود والعداوة، وأما الرسول فكان يصبر على الأذى والطّرد، وفي مقدمة هؤلاء الرّسل نوح عليه السّلام، قال اللّه تعالى:


{لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (60) قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (62) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63) فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ (64)} [الأعراف: 7/ 59- 64].
أقسم اللّه تبارك وتعالى أنه أرسل نوحا إلى قومه لإنذارهم، ودعوتهم إلى توحيد اللّه وعبادته دون سواه، قائلا لهم: توجّهوا بعبادتكم إلى اللّه وحده لا شريك له لأنه ليس لكم إله غير اللّه، تتجهون إليه بالعبادة والدّعاء وطلب الخير، إني أخشى عليكم بسبب الشّرك والوثنية عذاب يوم عظيم من عذاب يوم القيامة إذا لقيتم اللّه، أو من عذاب الدنيا وهو الطّوفان.
قال الملأ من قومه أي أشرافهم وقادتهم ورؤساؤهم: إنا لنراك في دعوتك إيانا إلى ترك عبادة الأصنام لفي غمرة من الضلال تحيط بك، وهكذا حال الفجّار يرون الأبرار في ضلالة، وهم دائما أعداء الهداة والمصلحين. والأظهر أن قولهم: {إِنَّا لَنَراكَ} هي رؤية القلب.
فأجابهم نوح عليه السّلام على سبيل الأدب الجمّ والإعراض عن جفائهم، وسعة الصدر التي تتميز بها أخلاق الأنبياء: لست بهدايتكم إلى توحيد اللّه ودعوتكم إلى سعادة الدنيا والآخرة ممن اتّصف بالضّلالة والانحراف، ولكني رسول من عند اللّه ربّ العالمين. وقوله: {وَلكِنِّي رَسُولٌ} تعرض لمن يريد النظر والبحث والتأمل، في المعجزة النّبوية. ولا شكّ بأن نوحا عليه السّلام وكل نبي مبعوث إلى الخلق كانت له معجزة تخرق العادة، فمنهم من عرفنا معجزته، ومنهم من لم نعرف.
أبلغكم ما أرسلني به ربّي من الدعوة إلى التوحيد الخالص، والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وما اشتمل عليه من جنّة ونار، وثواب وعقاب، وأبيّن لكم أصول العبادات والمعاملات وأحكامها العامة وفضائل الأخلاق والآداب. وأنصح لكم نصحا خالصا من شوائب المصلحة والمكر، بتحذيركم من عقاب اللّه على كفركم وتكذيبكم لي. وأنا في هذا التّبليغ والنّصح أعلم من اللّه ما لا تعلمون، أي أعلم المعلومات المخوّفات عليكم، لا سيما وهم لم يسمعوا بأمة قط عذّبت، فاللفظ فيه معنى الوعيد والتخويف.
{أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ} هذا الاستفهام بمعنى التقرير والتوبيخ على ما وقع منهم على جهة الاستبعاد، أي كيف تتعجّبون من مجيء تذكير إلهي يذكّركم، ووعظ من ربّكم، على لسان رجل منكم، ليحذّركم عاقبة كفركم، وينذركم عاقبة الشّرك في العبادة، وليحملكم على تقوى اللّه بالتزام الأوامر الإلهية واجتناب النّواهي، للنّجاة من العذاب، ولكي يرحمكم اللّه بتقواه إن وجدت منكم.
فالوحي من اللّه إلى رجل من جنسكم رحمة بكم، ولطف وإحسان إليكم، لتستقيموا وتتقوا عذاب اللّه بتجنّب الشّرك، وليرحمكم ربّكم بطاعته والإيمان برسله.
لكنهم تجاهلوا هذا الإنذار، وكذبوا برسالة نوح عليه السّلام، فأنجاه اللّه والذين آمنوا معه بركوب السفينة، وهكذا ينجي اللّه المؤمنين، بوعد اللّه في قرآنه: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ (51)} [غافر: 40/ 51].
وأغرق اللّه قوم نوح المكذّبين بالطّوفان، بسبب كفرهم وتماديهم في الضّلال والشّرك، وإعراضهم عن الحقّ، وتركهم هداية اللّه تعالى.
وفي التفاسير: إن الذين كانوا مع نوح في السفينة ثمانون، منهم أولاده: يافث وسام وحام، وفي كتب الحديث للتّرمذي وغيره: «إن جميع الخلق الآن من ذرّية نوح عليه السّلام».
رسالة هود عليه السّلام إلى قومه:
يستمر الفضل الإلهي على البشرية في مراحل التاريخ ولكل الأقوام، فكان اللّه يرسل الرّسل إلى جميع الأقوام وفي كل العصور والأزمان، ليبقى النّور الإلهي مضيئا حياة البشرية، وكيلا يبقى هناك عذر لأحد بترك هداية اللّه، لذا أرسل اللّه هودا عليه السّلام إلى قومه قبيلة عاد التي كانت منازلهم أو مساكنهم في اليمن بالأحقاف، وهي جبال الرمل، فيما بين عمان إلى حضر موت باليمن، وكانوا مع ذلك مفسدين في الأرض كلها، وقهروا أهلها، بفضل قوتهم التي خلقها اللّه لهم. قال اللّه تعالى:


{وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (65) قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ (66) قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ (68) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) قالُوا أَجِئْتَنا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70) قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما نَزَّلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71) فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَما كانُوا مُؤْمِنِينَ (72)} [الأعراف: 7/ 65- 72].
تشبه قصة هود عليه السّلام مع قومه قصة نوح عليه السّلام مع قومه، إلا أن قوم هود كانوا كما تدلّ هذه الآيات أشدّ عنادا واستبدادا، وأكثر جدالا وإصرارا على تقليد الآباء والتّمسك بالوثنية والضّلال. قال هود: يا قوم، اعبدوا اللّه وحده، فليس لكم إله غيره، أفلا تتقون عذاب اللّه، وتبتعدون عن الشّرك والعصيان؟! وأخوة هود لقومه أخوة جنس وقرابة وقوم لا أخوة إيمان.
فقال أشراف القوم وهم الملأ الكفار: إنا يا هود لنراك سفيها أي سخيفا طائشا خفيف العقل، وإنا لنظن أنك أحد الكاذبين الذين يكذبون على اللّه في ادّعائهم الرسالة من اللّه.
قال لهم هود بأدب حسن وخلق عظيم مترفّعا عن مجاراتهم في سوء الأدب: ليس بي سفاهة أي ضلالة وحماقة، ولكني بحق رسول من ربّ العالمين، أرسلني إليكم لتبليغكم ما أرسلت به من التكاليف الإلهية، وأنا لكم ناصح فيما أدعوكم إليه، أمين فيما أبلغكم إياه، فلا أكذب على اللّه، وهذه صفات الرّسل: التّبليغ والنّصح والأمانة.
ولا تتعجّبوا أن بعث اللّه إليكم رسولا من جنسكم لينذركم أيام اللّه ولقاءه، معه ذكر من ربّكم، والذّكر: المواعظ والأوامر والنّواهي. واذكروا فضل اللّه عليكم ونعمته، حين جعلكم ورثة نوح أو خلفاءه، ومنحكم طولا في القامة وقوة في الجسد تفوق أمثالكم من أبناء جنسكم وعصركم، واذكروا آلاء اللّه، أي نعمه وأفضاله، واهجروا الأوثان والأصنام، لتكونوا من النّاجين المفلحين السعداء.
فردّوا عليه متمرّدين بقولهم: أجئتنا لأجل أن نعبد اللّه وحده، ونترك عبادة الآباء للأصنام شركاء اللّه، فهم يقرّون بوجود الإله الخالق المبدع، لكنهم لا يفردونه بالعبادة، وتمادوا في طغيانهم، واشتطّوا في الحماقة والتّحدي، فطلبوا إنزال العذاب عليهم، قائلين: استعجل إنزال العذاب علينا إن كنت صادقا في تهديدك ووعيدك.
أجابهم هود عليه السّلام بقوله: إنه قد وجب عليكم وحق بمقالتكم هذه نزول عذاب من ربّكم، وسخط وطرد من رحمة اللّه، أتحاجّونني في هذه الأصنام، وتخاصمونني في أن تسمى آلهة، وهي لا تضرّ ولا تنفع؟ إنكم تسمّونها آلهة، وهي تسمية باطلة، ما أنزل اللّه بها من حجة ولا برهان أو دليل على عبادتها، فانتظروا نزول العذاب الشديد من اللّه الذي طلبتموه، إني معكم أحد المنتظرين لنزوله بكم.
ونزل بقوم عاد العذاب الشديد وهو الريح العاتية التي دمّرتهم ودمّرت كل شيء أتت عليه، وتم استئصال الكافرين الذين كذبوا بآيات اللّه، ولم يكونوا مؤمنين بالله إلها واحدا لا شريك له، ونجى اللّه هودا والذين آمنوا معه برحمة عظيمة من اللّه، وكذلك ينجي اللّه المؤمنين.
رسالة صالح عليه السّلام إلى قومه:
قد يوجد في عصر واحد أكثر من رسول في قبائل شتّى وأمم مختلفة لأن كل رسول سابق كان يبعث لقومه خاصة، وتميّز رسولنا محمد صلّى اللّه عليه وسلّم بأنه بعث للناس كافّة، ولكي تتضافر جهود الأنبياء والرّسل السابقين، ويتحقق الإصلاح الشامل بسبب عيش كل قبيلة في بلد بعيد عن البلد الآخر، والاتّصالات كانت صعبة وبطيئة. لذا أرسل اللّه صالحا عليه السّلام إلى قومه قبيلة ثمود، كما أرسل من قبله هودا عليه السّلام إلى قومه قبيلة عاد. قال اللّه تعالى:

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10